كلمات الأغاني الشعبية المصرية تثير مشاعر متضاربة

يستقبل سوق التسجيلات الغنائية فى مصر العشرات، وربما المئات، من الأغاني سنويا. وتحتل الاغنية الشعبية المكانة الاولى من حيث الكم بين هذا الانتاج الوفير. ولكن بعض النقاد باتوا غير راضين عن كلمات الاغنية الشعبية الحديثة خاصة تلك التى تغنى فى افلام سينمائية، بعدما اخذت الطابع الهزلي. وينقسم الجمهور بين مستنكر لمفردات هذه الاغانى التى وصفوها بانها دون المستوى، وبين من يقبلون بشغف على الاستماع لها. هذه الاغانى بعناوينها الغريبة من نوع "بحبك يا حمار" والعنب احمر واصفر" و"حمرا ياقوطة" لايخلو منها شارع او حارة او حتى ميدان فى منطقة شعبية أو وسط القاهرة. واذا كنت من رواد حفلات حفلات الزواج فسترى فتيات وفتيان وقد انخرطوا فى صولات وجولات من الرقص على انغام هذه الاغنيات. "ترويح عن النفس" جمال، سائق سيارة اجرة يهوى مثل هذه الاغنيات ولكن الرجل له موقف سألته لماذا يستمع لهذه النوعية من الكلمات. فقال انه نوع من الهروب من اشياء كثيرة. واضاف " هو نوع من التغلب على الخنقة (بمعنى الضيق) فى المعيشة، والسكن والناس والتعليم، والزواج، والبيت، وكل شيء" ويقول الشيخ احمد الذى يزيد عمره على خمسة وستين عاما انه فى الماضى كانت الافراح فى المناطق الشعبية تستقطب الفنانين المحترفين. اما الان، فأغلبهم من الهواة. ردة أم خروج عن القوالب؟ وفى ذكرى مرور سبعين عاما على تأسيس مجمع اللغة العربية، يرى الشاعر محمد ابراهيم ابوسنة المهتم باللغة العربية فيما يحدث لكلمات الاغنية المصرية الشعبية نوعا من الردة الفنية. يقول ابو سنة لبى بى سى ان الفن الان تسيطر عليه مراكز تهتم بالربح فقط. ويضيف ان هذه المراكز ربما لليه ؟؟ما من قريب او بعيد مسألة القيم والاخلاقيات. أما عنتر هلال، مؤلف الأغاني، وأحد المجددين فى قاموس الاغنية المصرية على حد وصفه لنفسه فيرفض ان يعيش فى جلباب الاباء والاجداد. ويقول هلال " انا ضد القوالب سابقة التجهيز خاصة فى مجال الفن. وبصراحة لو استسلمت الأغنية لهذه المبدأ ، لن يكون هناك ابتكار او تجديد." ويشير هلال الى ان هناك فئة مهمشة من المجتمع لها مفرداتها وتعبيراتها وبالتالى لابد وان يكون لها فنها الخاص بها، تماما مثل الفئة التى تهتم بالكلاسيكيات وتهوى الاستماع اليها. اسلام خليل موجه ومدرس لغة عربية بوزارة التعليم المصرى. الرجل هو المؤلف الاول لكلمات اغنيات المطرب الشعبى شعبان عبدالرحيم. يرى اسلام ان كلمات اغنياته تدخل فى اطار التجديد دون اسفاف. ويقول ان اى شئ يدخل البهجة على صدور الناس ويفرحهم يكون شيئا هادفا، اما غير ذلك فيكون "تافهاً" على حد وصفه. ويضيف ان الاغنية بكل صورها تخضع لنفس المعيار، وانه شخصيا تعرض لحملة انتقادات عندما بدأ شعبان عبدالرحيم الغناء من تأليفه. ويرى إسلام أن الامر الان بات مقبولا لدى كثيرين، خاصة بعد أن خصص جانبا من اغنياته لمناقشة القضايا المحلية والاقليمية بل والدولية واخرها اعدام صدام حسين!